Friday, December 30, 2005

أوقفتني هذه الكلمة، ولكن

كنت وما زلت من محبي ومتابعي التطور في مختلف أنواع الفنون حالماً برؤية باهرة نأملها جميعاً من المشروع الإسلامي للفن الهادف والذي لن يصل للمستوى العالمي إلا بعد الإستفادة من الخبرات المتراكمة لغيرنا...

ورأيي على طول الخط هو تشجيع أي عمل له معنى وقيمة، والإستفادة من أي عمل ذا مستوىً راقي، وهذا ما أذهب إليه دائماً..


لكن وفي أحد الموضوعات بالركن الفني بملتقى الإخوان المسلمين ، هزتني كلمة لأحد الإخوة الأفاضل المشاركين والتي لم أنتبه لها إلا اليوم أثناء معاودتي القراءة لهذا الموضوع حيث كان الموضوع به إبداء آراء حول أحد أعمال فرقة غنائية قدمت أغنية دينية في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم (على خلاف نهج الفرقة) فكانت رؤيتي حينها -وما زالت- هي تشجيع مثل هذه الأعمال والإستفادة منها ، ووافقني إخوة وعارضني إخوة.

والآن أوقفتني كلمة في غمار هذا النقاش ممن أحسبهم معارضي هذا العمل وهو قول رحم الله أبو مازن

وعلى الرغم مما قلته كمقدمة لأفكار أقتنع بها
إلا أنني بصدق أثرت في كثيراً هذه الكلمة ؛

حقاً وصدقاً رحم الله أناشيد الكتائب .. رحم الله سلسلة أناشيد البراء .. رحم الله زماناً كنا نسمع فيه كلمات نشعر بها أنّا نعيش في ساحات الجهاد .. رحم الله منشدين كانوا يأخذونا بأصواتهم إلى ساحات الإبتلاءات فنمتلئ بمعاني الصبر والتضحية والفداء كأنّا نعيش معهم .. رحم الله أصواتاً أخذت بأيدينا إلى طريق الحق والنور ؛

رحم الله يادماء القلب ثوري، وسنملك أمر دنيانا، وأخي أنت حرٌ وراء السدود
لكن اليوم !! وآهٍ من اليوم !! ؛

تغير الحال وتبدلت الأجيال .. وأصبح صعباً (بل ويكاد يكون
مستحيلاً) أن يؤثر نفس هذا الفن على الأجيال الجديدة التي عاشت التطور والإنفتاح الواسع في الفنون المختلفة..


فبالرغم من عاطفتي الشديدة بالأناشيد التي تربيت عليها (في ظلال الإخوان) سنيناً لا أسمع غيرها ولا أمل منها إلى الآن ، إلا أنه في واقع الأمر وبكل أسف .. لم تعد تؤثر في أحدٍ غيرنا (حتى من أبناء الدعوة الجدد) -إلا القليل- لذا فمع كل هذه المشاعر والحب الذي يعلم الله قدره، كان لزاماً علينا التطوير من أنفسنا كأصحاب رسالة ودعوة عالمية نريد رفع راية الإسلام إلى الدنيا كل الدنيا ؛ دون أن نخل بثوابتنا وأصولنا، فلدينا من المرونة والفهم ما يجعلنا بإذن الله ننهض بهذا الفن بالشكل الذي يليق بأصحاب رسالة عظيمة وغاية سامية في الوقت الذي يتقبله منا أوساطنا ومجتمعاتنا بمختلف الفئات ؛

خاطرة بسيطة

ولكم أسمى تحياتي
واذكروني إخوتي في الصلاةِ