Friday, December 30, 2005

أوقفتني هذه الكلمة، ولكن

كنت وما زلت من محبي ومتابعي التطور في مختلف أنواع الفنون حالماً برؤية باهرة نأملها جميعاً من المشروع الإسلامي للفن الهادف والذي لن يصل للمستوى العالمي إلا بعد الإستفادة من الخبرات المتراكمة لغيرنا...

ورأيي على طول الخط هو تشجيع أي عمل له معنى وقيمة، والإستفادة من أي عمل ذا مستوىً راقي، وهذا ما أذهب إليه دائماً..


لكن وفي أحد الموضوعات بالركن الفني بملتقى الإخوان المسلمين ، هزتني كلمة لأحد الإخوة الأفاضل المشاركين والتي لم أنتبه لها إلا اليوم أثناء معاودتي القراءة لهذا الموضوع حيث كان الموضوع به إبداء آراء حول أحد أعمال فرقة غنائية قدمت أغنية دينية في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم (على خلاف نهج الفرقة) فكانت رؤيتي حينها -وما زالت- هي تشجيع مثل هذه الأعمال والإستفادة منها ، ووافقني إخوة وعارضني إخوة.

والآن أوقفتني كلمة في غمار هذا النقاش ممن أحسبهم معارضي هذا العمل وهو قول رحم الله أبو مازن

وعلى الرغم مما قلته كمقدمة لأفكار أقتنع بها
إلا أنني بصدق أثرت في كثيراً هذه الكلمة ؛

حقاً وصدقاً رحم الله أناشيد الكتائب .. رحم الله سلسلة أناشيد البراء .. رحم الله زماناً كنا نسمع فيه كلمات نشعر بها أنّا نعيش في ساحات الجهاد .. رحم الله منشدين كانوا يأخذونا بأصواتهم إلى ساحات الإبتلاءات فنمتلئ بمعاني الصبر والتضحية والفداء كأنّا نعيش معهم .. رحم الله أصواتاً أخذت بأيدينا إلى طريق الحق والنور ؛

رحم الله يادماء القلب ثوري، وسنملك أمر دنيانا، وأخي أنت حرٌ وراء السدود
لكن اليوم !! وآهٍ من اليوم !! ؛

تغير الحال وتبدلت الأجيال .. وأصبح صعباً (بل ويكاد يكون
مستحيلاً) أن يؤثر نفس هذا الفن على الأجيال الجديدة التي عاشت التطور والإنفتاح الواسع في الفنون المختلفة..


فبالرغم من عاطفتي الشديدة بالأناشيد التي تربيت عليها (في ظلال الإخوان) سنيناً لا أسمع غيرها ولا أمل منها إلى الآن ، إلا أنه في واقع الأمر وبكل أسف .. لم تعد تؤثر في أحدٍ غيرنا (حتى من أبناء الدعوة الجدد) -إلا القليل- لذا فمع كل هذه المشاعر والحب الذي يعلم الله قدره، كان لزاماً علينا التطوير من أنفسنا كأصحاب رسالة ودعوة عالمية نريد رفع راية الإسلام إلى الدنيا كل الدنيا ؛ دون أن نخل بثوابتنا وأصولنا، فلدينا من المرونة والفهم ما يجعلنا بإذن الله ننهض بهذا الفن بالشكل الذي يليق بأصحاب رسالة عظيمة وغاية سامية في الوقت الذي يتقبله منا أوساطنا ومجتمعاتنا بمختلف الفئات ؛

خاطرة بسيطة

ولكم أسمى تحياتي
واذكروني إخوتي في الصلاةِ

Saturday, November 12, 2005

من الأرشيف: وبكينا مرتين، لا بل ثلاثاً


وقفة أخرى مع أرشيف الذكريات مع عدد من مشاهد المرحلة الأولى للإنتخابات المصرية 2005

وهي ثلاث مشاهد لدموع الإخوان المسلمين .. توقفت عندها كثيراً

الدمعة الأولى
حينما انتصف الليل واشتد البرد في هذه الليلة وما زال مئات الإخوان يقفون أمام لجنة فرز أصوات الناخبين حاملين للوحات "الإسلام هو الحل" يهتفون بالشعارات التي تطالب القضاة بالنزاهة، وبعد مرور ما يقرب من 6 ساعات متواصلة على هذا المشهد دون إستجابة لإعلان النتيجة من قِبل القضاة.. وأصبحت الساعه الثانية صباحاً ودخلنا على الثلث الأخير من الليل وأصاب من أصاب الإرهاق الشديد..
يتوقف الهتاف..
ويُفاجأ الجميع بصوت ملائكي يخرج عبر مكبرات الصوت لأحد الإخوة المنشدين (والذي لم ينشد سوى مرةٍ واحدة طوال تلك الليلة) وينشد أبيات من الشعر انسكبت على إثرها دموع الإخوة وسالت العَبَرات في تأثرٍ شديد لهذا النشيد الذي قال في مطلعه:

نَحْنُ يا مِصرُ رجعنا لإله العالمين، ومن الدين صنعنا عُدَّةَ النصر المبين
ومن الدين صنعنا عُدَّةََ النصر المبين

ما سر هذه الدموع؟!

هل هو تذكر النية و المقصد من هذه الوقفة !! .. هل هو الحب لشعبنا شعب مصر !! .. أم أنه مزيج من هذا وذاك وغير ذاك !
ويبقى الله تعالى هو العالم بالنوايا وما تخفي الصدور.

الدمعة الثانية:
أصبحت الساعة الآن
التاسعة صباحاً وما زال مئات الإخوان المسلمين يقفون في هذا الميدان أمام لجنة الفرز.. نعم التاسعة صباحاً .. أي أربعة عشر ساعة منذ بدء الفرز في السابعة مساءاً ويأبى القضاة إعلان النتيجة الرسمية بعد ما كانت المؤشرات الأولى هي فوز مرشح الإخوان عن مقعد العمال بإكتساح تام واحتمالية الإعادة بين مرشحة الإخوان ومرشح الوطني علي مقعد الفئات..

ليمن علينا الآن سيادة القاضي بإعلان النتيجة الرسمية (الكاذبة) بالإعادة لكلا المرشحَين!! فلا يملك الجميع إلا أن يحتسب إلى الله جل و علا ظُلم الظالمين وكذب الكاذبين .. ونسمع هذا الصوت الجهوري الخارج عبر المكبرات هاتفاً "حسبنا الله ونعم الوكيل" فكانت كلمة الله التي تخرج من أفواه الإخوان مدوية يهتز لها هذا الميدان وتخشع لها الأفئدة.. وللمرة الثانية أجد عيون الإخوة أثناء هذا الهتاف الأخير (قبل مغادرة المكان) وقد احمرت بعدما اغرورقت بالدموع والعبرات خشيةً وخضوعاً لله رب العالمين فهو حسبنا ونعم الوكيل.


الدمعة الثالثة (الأهم).

وهي التي لم أرها .. و إنما تخيلتها بعد أن عاد الجميع لمنازلهم بعد ثلاثون ساعة وقوفاً على الأقدام (منذ بدء يوم الإنتخاب) وهي الدمعة التي تقول: هل تقبلت يا رب!!
تُرى هل تقبل الله!!
هل تقبل الله أصواتاً بُحَّت, و أقداماً تورمت، وأنفساً هانت في سبيل ربها!
هل تقبل الله أعمالاً توقفت , أو دراسةً تراكمت، أو مصالح تأجلت من أجل نصرة هذا الدين!

هل تقبل الله ممّن أنفق وممن بذل وممن أعطى!!


أسئلة يسألها كلٌ منّا لنفسه والتي ستكون إجابتها مصحوبةً بدموع الرجاء من المولى سبحانه وتعالى أن يتقبل من الإخوان صالح الأعمال،

دموع تجعلنا نحسن الظن بربنا وتدفعنا لبذل المزيد في الجولة والمراحل القادمة ؛ والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.

Saturday, July 16, 2005

لماذا نحيا ؟


الحمد لله الذي علَّمنا : “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ
وصلى الله وسلم على من قال : “
لا تزول قدما عبد حتى يُسأل عن أربع خصال: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل فيه”.


أخي الحبيب ... أختي الغالية:

تأملوا معي في هذين الموقفين :

الأول:

روى الأصمعي أنه وجد رجلاً من الأعراب يدعو ربه قائلاً: اللهم أمتني ميتة أبي خارجة!
فقال له : يرحمك الله وكيف مات أبو خارجة؟!
قال : أكل حتى امتلأ, و شرب حتى ارتوى, ونام في الشمس، فمات: شَبعان ريَّان دفئان.
(ما رأيكم في هذه الأمنية الجميلة ؟! )




الثاني :
روى البيهقي والنسائي أن رجلاً من الأعراب جاءه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عقب غزوة خيبر بنصيبه من الغنائم وأخبروه أن هذا هو حقه الذي قسمه له رسول الله … فقال هذا الإعرابي:

ما على هذا اتبعتك, و لكني اتبعتك على أن أرمى ها هنا -وأشار إلى حلقه- بسهمٍ فأموت فأدخل الجنة.
وصدق الله فصدقه الله واستشهد بعدها كما أراد.




إذاً أخي / أختي:

هذان صنفان من الناس … أحدهما كان كل هدفه من الدنيا العيش الرغيد والنوم المريح … فعاش لذلك ومات على ذلك؛ أما الصنف الآخر فكان على بصيرة وهدى وقال: اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة لذلك سمى بغايته وارتقى بهمته ابتغاء هدف وضعه نصب عينيه وهو الجنة.. عاش لهذا الهدف ومات في سبيله فكان له ما أراد.
والآن تفكّر معي للحظات بهدوء … واسأل نفسك:

من أيهما أنا؟!
لماذا أعيش في هذه الدنيا؟!
ما هو هدفي من الدنيا؟!
ماذا عليَّ أن أفعل ؟!

إخواني وأخواتي:

هل خُلقنا لنحيا كما تعيش الدواب والأنعام ! أكل وشرب ونوم وشهوات أم خلقنا لشيءٍ آخر؟!
هل يُعقل بعد ذلك أن يكون أقصى هم الفتاة أن يقول عنها الناس جميلة فائقة الجمال ؟!
هل يعقل أن يكون منتهى تفكير الشاب أن يعجب هذه ويصاحب هذه ويمشي مع هذه ويعاكس هذه ؟!
هل هذا طريق خير أمةٍ أخرجت للناس ؟!


سوف يُسأل كل منا عن عمره لحظة بلحظة : ساعة كذا في يوم كذا وساعة كذا في يوم كذا !
وما أصعب السؤال على من عاش عمره كله بلا هدف أو هوية ...



أخيراً أخي الحبيب، أختي الفاضلة

إرسم طريق حياتك، خطط لمستقبل ولا تنسَ هدفك الأسمى :

رضا الله ودخول الجنة

Monday, May 30, 2005

يدٌ واحدة، أمة واحدة





بسم الله الرحمن الرحيم القائل: {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا} آل عمران، والحمد لله رب العالمين القائل: {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم} الفتح، والصلاة والسلام على خير الأنام القائل: (إن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا) وشبَّك بين أصابعه كما روى البخاري.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
:



الأمة بين زمنين:


تمر أمتنا الإسلامية على مدار الأيام قوةٍ وعزة وأوقات ضعفٍ وذلة، فنجد الجيل الذي نشأ في الفترات الأولى الجميلة يعيش والخير منتشر والبلاد آمنة والأعراض مصانة ولله الحمد، أما الجيل الذي ينشأ في الأوقات الثانية الكالحة فيرى الشر مستشرٍ حوله والبلاد مستباحة والأعراض منتهكة ولاحول ولا قوة إلا بالله!
ويترعرع الجيل الأول بدون أن يجد ضرورة في بذل الجهد أو الانطلاق للجهاد، كما أنه لا يعرف معاني التضحية والثبات إلا من كتب التاريخ ودروس الماضي!
بينما يشب الجيل الثاني على معاني الكفاح والفداء والتعب من أجل رفع الظلم وطرد المحتل وصيانة الأعراض والأموال والدماء.


المصلحون ينتفضون:


ولا شك في أننا نعيش الصنف الثاني من الأوقات، تلك التي نأتي بها والدنيا مدبرةً عنا والأمن راحل عن ديارنا، مما جعل الدعاة والمجاهدين والمصلحين في أمتنا ينتفضون من أجل هدفٍٍٍٍٍٍ واحد ولمواجهة خطرٍ واحد، ولكن من الطبيعي جداً أن تتنوع أساليبهم ووسائلهم وحركاتهم الإصلاحية داخل مجتمعاتنا لاختلاف الرؤى بين الأفراد دون أن يحيدهم ذلك عن هدفهم المشترك وحماية أمتهم الواحدة.


الحزبية العمياء والتعصب!


من المؤكد أن قادة هذه الحركات والاتجاهات على دراية تامة بما يريدون وما يبتغون، ولكن مع زيادة الأعداد ودخول شباب متحمس لتلك التنظيمات والجماعات نجد أن البعض تأخذهم نعرة حزبية ويجرفهم تعصب أعمى وتشدد مقيت، وشيئًا فشيئًا يبدؤون بتسفيه رأي هذا وتكفير ذلك وتفسيق ثالث!


فيبدأ الناس بالنظر لتلك الحركات الإصلاحية على أنها أحزاب متنافسة على الدنيا أو طوائف متناحرة على السلطة والكراسي، مما يجعل الكثير من المخلصين يبتعدون ويؤثرون السلامة في دينهم بعيدًا عن تلك التنظيمات والجماعات.


هل الفردية هي الحل؟


لكن هل الصد عن كل تلك الجماعات هو الحل؟! أم أن الحل كما يراه البعض في أن تحل تلك التنظيمات أنفسها! ليصبح الجميع أفراد متحابين بدون تقسيم مهام أو توزيع مناصب أو رفع واجهات سوى الإسلام وكفى.



العمل الجماعي ضرورة:


إن العالم كله الآن هو عالم مؤسسات جماعي، وأي فكرة على وجه الأرض تريد الانتصار والانتشار في الكون فإنها لن تتمكن من ذلك إلا بشكل مؤسسي محكم، وأعداء أمتنا الإسلامية من الصهيونية أو الحضارة الغربية لم يسيطروا علينا ويسبقونا في المجالات المختلفة إلا عن طريق مؤسسات ضخمة تعمل ليل نهار، وبشكل تنظيمي دقيق وهدف واضح (خبيث) وضعوه نصب أعينهم وعزموا على تحقيقه، ومخططات مرسومة لأهداف مرحلية على المدى القريب والمدى البعيد مع سرية تامة لعملهم الدؤوب.
فكيف يريد البعض أن يقنعنا بأنه يمكننا الدفاع عن أنفسنا بشكل فردي فقط
!


كيف يقابل تنظيم محكم بأمة مبعثرة؟ كيف تصد مخطط موحد بآراء متناثرة هنا وهناك! كيف نتصدى بقوه لهجمة شرسة مفاجئة وأنت لا تقدر على جمع الناس تحت راية واحدة بشكل سريع؟ بل كيف ستستمر عبر الزمن وأنت شخص واحد ستنتهي فكرتك بموتك!


حل مشكلة التعصب:


ليس العيب في وجود هذه الجماعات وتلك الحركات حتى نلغيها!
إنما يكون الحل في دعوة هذه الحركات والجماعات للرجوع لأفكارها النقية ومناهجها الصافية وغايتها المنشودة، ليكون الإسلام قبل الجماعة والإيمان قبل التنظيم.


فمن المستحيل أن تجمع كل الأفكار في حركة واحدة أو تنظيم واحد، لتنوع الأفكار واختلاف الوسائل وهذا من طبيعة البشر، وإنما المتاح أمامنا هو أن نجمع بين تلك الحركات برابطة الحب في الله والعمل لنصرة هذه الأمة، وأن نؤمن جميعًا بأنه إذا حدث اختلاف فهو لن يفسد للود قضية، طالما أنه لم يخالف الثوابت والأصول المجمع عليها، حينئذٍ ستكون الحركات الإصلاحية نقطة مضيئة وعلامة نجاح باهرة في أمتنا الإسلامية: تصلح ولا تفسد … تبني ولا تهدم، وتتعاون مع بعضها لتعيد للأمة مجدها وتصون كرامتها، مصداقًا لقاعدة الداعية محمد رشيد رضا – رحمه الله: (نتعاون فيما نتفق عليه، ويعذر بعضنا بعضًا فيما نختلف فيه)، ويحدونا قول الشاعر:

إن أولى الورى بتوحيد شملٍ ،،، أمةٌ كان دينها التوحيد



وفي الختام ننادي:


يا من أخلصتم عملكم لله جل وعلا، ويا من تخافون على أوطانكم من كيد العدا، ويا من نذرتم أنفسكم وأموالكم وأوقاتكم لربكم سبحانه وتعالى، فلنعمل جميعاً على توحيد الشمل وتصفية النفوس وتركيز الجهود نحو العدو المشترك، ونعلنها جميعاً أننا: يدٌ واحدة … أمةٌ واحدة.


ربنا لا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا، ربنا اجمعنا في الدنيا إخوانَا مسلمين، وفي الجنة على سرر متقابلين … اللهم آمين، والحمد لله رب العالمين.

Sunday, May 29, 2005

ويبقى انت أكيد أكيد في مصر

ليلة إستفتاء الرئاسة (أو بالأصح مسرحية الرئاسة) دخلت غرفة حركة كفاية على البالتوك وكانت شبه ممتلئة واستمعت لكلام الناس الذي يخرج من قلوب تحترق من أفعال هذا النظام في نفس الوقت الذي تذاع فيه أغنية “يبقى انت أكيد في مصر” ليل نهار وباستمرار على كافة قنوات التليفزيون المصري، فأخذت أكتب سريعاً في الغرفة بعض الأبيات العفوية لوضع كلمات هذه الأغنية في سياقها الصحيح الذي يعرفه أي مصري أكيد في مصر ، فظن البعض أن ما أكتبه هو قصيدة وطالبوني بها مع أنها لم تكن إلا خواطر قلب مكلوم ولم أقصد بها شعراً،



نشرتها بعد ذلك في ملتقى الإخوان ثم ضُبط ما نقصها من أوزان وانتشرت بعد ذلك فى كثير من منتديات الشبكة ؛ وها هي ..





لما تبص تشوف سجّان …… عمال يحبس في الإخـوان

لما تلاقي الظلم هواية …… وكل الناس بتقول ده كفاية
لما تشوف شعبك مطحون …… سعر كرامته تملِّي يهون
لما تلاقي الناس مخنوقة …… وِحْكوماتهـا بقت أهزوءة


يبقى انت أكييييد أكيييد في مصر


لما تلاقي حكومه خايبة …… لكل هموم الشعب ده سايبة

لما تلاقي شعوب محروقة …… والقوانين جاية ومسلوقة

شفت حكومة سفاحيـن …… للعـمــال والفـلاحيـن

أو بتشوف إعلام كـداب …… عمال بيشجع في خـراب



يبقى انت أكييييد أكيييد في مصر



لما تلاقي سجون مليانـة ….. فيها كل الناس الغلبانـــة


إنتخابات فيها وتـزوير …… علشان ينجح شخص حقيـر


واما تلاقي وزير كـداب …… وحكومـة فاتحالــه الباب


أو بتلاقي الزور بقى شايع …… والريِّس للشعب ده بايـع



يبقى انت أكييييد أكيييد في مصر


لما تشوف مسئول وحرامي …… والمفروض لمكانه حامي


لما تلاقي الرشوه سايدة …… وحكومه مش جايبة فايـدة


لما تشوف مسئول هيموت …… حط وراه إبنه الهلفـوت


شفت الدنيا وفيها بطالة …… وحكومة ع الشعب ده عالة



يبقى انت أكييييد أكيييد في مصر



لما تلاقي حكومة هايفة …… عايزه تخللي شعوبها خايفة


لما تلاقي وزارة خونة …… عايزة تخللي الشعب ده جُبنا


واما تلاقى ظلم مشيـن ...... يوم والتانى يحـارب الدين


واما اتزوَّر استفتاء …… كله بيشتم في أبـوعـــلاء



يبقى انت أكييييد أكيييد في مصر



لما تقول لمبارك هيـه …… تاخد وجبة وعشرة جنيــه


ورك الفرخة آهو في انتظارك …… شجع ياللا وقول يا مبارك


واما يقوللك ده ابن حلال …… ده الريِّس الجــاي جمال


شفت استفتاء مسرحيــة …… من أسوان لاسكندريـة


واما تشوف طبخ في قوانين …… ويجيبوا الستة وسبعين


يبقى انت أكييييد أكيييد في مصر


واما يكون ده كلام مش حصر …… دي أمثله تشهد ع العصر



يبقى احنا أكييييد أكيييد في مصر

Friday, April 01, 2005

قَلََمِي بِيِكْتِبْهَا أَوَامْ



يسعدني إفتتاح هذه المدونة بهذه الكلمات العامِيَّة البسيطة لفْظاًً ونَسْقاً، العميقة معنىً وتأثيراً، والتي أقتبسها من الشيخ أمين الديب عندما قال ::

مِن قلْبي بَكْتِب كِلمتي
وبَحِسّ إنّ الكلمة طَالْعة مِن صَمِيم قَلبي أَمَانة فْ ذِمِّتي
وبَحِسّ إِنّ الكِلمة ضَيّ كِبِيييير مِنَوَّر دُنْيِتِي
وِان كَانِت الكِلمة تِعَبَّر عَنْ شعُور قَلْبي ،
وَادَقَّقْ فِيها أَلْقَى مُنْيِتِي

قَلََمِي بِيِكْتِبْهَا أَوَامْ
آهِي هِيَّ دِه الكِلْمة ..
الكِلْمَة هيَّ المَرْوَحَة للتَعْبَانِينْ العَرْقَانِين
الكِلْمَة هيَّ المَرْتَبَة لِلتَعْبَانِين الشَقْيَانِين
الكِلمَة دِه هيَّ الشِفَا لِلْعَيَّانِين
الكِلمَة دِه هيَّ أَنِيس الغُرْب والمِتْغَرَّبِين
الكِلمَة مِش قُلْنا وقَالُوا وقِيل وقَال
الكِلمَة مِش شِتْمَة بِتِطْلَع من اللِسَان
الكِلمَة مِش كِلْمِة نِفَاق بِتْمَجِّد السُلْطَان
وِان كَانِت الكِلْمَة مَاهِيش خَالْصَة لِوَجْه الوَاحِد الدَيَّان
مَلْعُونة دِه الكِلْمَة ومَقْطُوع اللِسَان !


… تأخرت كثيراً وترددت مراراً قبل العزْم على نشر مُدَوِنةٍ خاصةٍ بي حيث أنِّ نظرتي للمدونات بصفة عامة ظلت هي النظرة المُطابِقة لمُسمَّى “المُدَوِّنة” أيْ أنَّها فقط للتدوين والحِفظ وليست وسيلة دَعَوِيَّة أو موقِع شخصي أو ما شابَه، وظللت أقتنع بهذه النظرة مُنذ تعرُّفي على عالم المدونات في بداياته وإنشائي وقتها لمدونةٍ لي على موقعٍ آخر منذ قرابة العام ثم مدونةٍ أخرى منذ عدة أشهر، فلم أسعى لنشر أيّاً منهما أو إخبار أحدٍ بهما –حتى من المُقرَّبين- فكانتا مجرّد أماكن على الشبكة أحتفِظ فيها بمقالاتي أو بأشعاري أو بأي مناقشة أو “مُناكشة” هادفة على أيٍّ من المنتديات التي أشارك بها، وكُنت أرى ألَّا داعي لأكثر من هذا وأنَّ وجود مُدوِّنةٍ في حَدِّ ذاتِه ليس أبداً بالشيء الذي يُضِيف لصاحِبِهِ تأثيراً أو قِيمةً وعائداً فِعلياً ؛



إلا أنني الآن أجدني مضطراً لتغيير شيئاً من هذه النظرة لسببين .. أولهما : التأثير المَلْمُوس الذي أثبتته العديد من المدوِّنات في الإنتشار بين الناس أو فَضح الظالمين أو تجسيد الآمال أو بث الروح أو ردِّ الحقوق، بالشكل الذي أحْدث حِراكاً واسِعاً على الشبكة وإحداثُ شيئٍ عجز عن إحْدَاثِه أرض الواقع، وأخشى أن أضرب أمثلةً ثم أنسى أحداً لكن الكثير بحق يستحق كل التحية والتقدير والإحترام ؛ وثانيهما : هو شعوري بالمطلب الملِّح لنشر أشعاري وإخراجها للنور وإذاعتها على الملأ وبين الناس وعدم قصرها على المناسبات الخاصة التي لا تمكِّن سامعها من نشرها، للدرجة التي قال لي فيها أحد الإخوة أنّ الإستماع لإحدى قصائدي أصبح من الطُقوس الرسمية له قبل الإستذكار -وإن كنت أقل من ذلك كثيراً- ؛


على كل حال قررت أخيراً إفتتاح هذه المدوِّنة الجديدة للنشر وسأبدأ أولاً في إدراج بعضاً من مقالاتٍ عامّةٍ سابِقة وتسجيلها بتاريخ كتابتها الأصلي وسأتجنب إدراج المقالات التي كانت على خلفية نقاشات بِأيّ منتدى لتظل علاقتي بكل الناس في المَقام الأول هي الأخوة والحب، ولكن الأهم هُنا أن التركيز الأكبر بعد ذلك سيكون بإذن الله على الأشعار (أو بالأحرى : الأزجال) بعدما قررت تجاوز مرحلة الأشعار الخاصة والمناسبات الضيقة لتكون موجهة لكل الناس وأتَّبِع في شِعري مدرَسَةً خاصَّة لا أقلد فيها أحداً وإن كنت متأثراً بأستاذايْ أمين الديب ووحيد الدهشان والشاعر الفاجومي، وأأمل بمشيئة الله أن أُوَفَّق بعد ذلك في وَضعها كملفات صوتيّة للتيسير على من يَصعُب عليهم القراءة المُجرَّدة، وسأعمل قدر الإمكان على تحديث المدونة بشكل مستمر ومواكب للأحداث .

.

أسأل المولى عزَّ وَجَلّ أن يجعل أعمالنا كاملةً خالصةً لوجهه الكريم وأن يثقل بها موازيننا يوم نلقاه وأن يرزقنا الفردوس الأعلى من الجنة إنه سبحانه وتعالى وليُّ ذلك والقادر عليه ؛
.

على الهامش : سجلت تاريخ هذه التدوينة بتاريخ قديم حتى تكون أول إدراج موجود بالمدونة لكني كتبتها الآن في يونيو 2007 .

.

تحياتي

محمد