Friday, April 01, 2005

قَلََمِي بِيِكْتِبْهَا أَوَامْ



يسعدني إفتتاح هذه المدونة بهذه الكلمات العامِيَّة البسيطة لفْظاًً ونَسْقاً، العميقة معنىً وتأثيراً، والتي أقتبسها من الشيخ أمين الديب عندما قال ::

مِن قلْبي بَكْتِب كِلمتي
وبَحِسّ إنّ الكلمة طَالْعة مِن صَمِيم قَلبي أَمَانة فْ ذِمِّتي
وبَحِسّ إِنّ الكِلمة ضَيّ كِبِيييير مِنَوَّر دُنْيِتِي
وِان كَانِت الكِلمة تِعَبَّر عَنْ شعُور قَلْبي ،
وَادَقَّقْ فِيها أَلْقَى مُنْيِتِي

قَلََمِي بِيِكْتِبْهَا أَوَامْ
آهِي هِيَّ دِه الكِلْمة ..
الكِلْمَة هيَّ المَرْوَحَة للتَعْبَانِينْ العَرْقَانِين
الكِلْمَة هيَّ المَرْتَبَة لِلتَعْبَانِين الشَقْيَانِين
الكِلمَة دِه هيَّ الشِفَا لِلْعَيَّانِين
الكِلمَة دِه هيَّ أَنِيس الغُرْب والمِتْغَرَّبِين
الكِلمَة مِش قُلْنا وقَالُوا وقِيل وقَال
الكِلمَة مِش شِتْمَة بِتِطْلَع من اللِسَان
الكِلمَة مِش كِلْمِة نِفَاق بِتْمَجِّد السُلْطَان
وِان كَانِت الكِلْمَة مَاهِيش خَالْصَة لِوَجْه الوَاحِد الدَيَّان
مَلْعُونة دِه الكِلْمَة ومَقْطُوع اللِسَان !


… تأخرت كثيراً وترددت مراراً قبل العزْم على نشر مُدَوِنةٍ خاصةٍ بي حيث أنِّ نظرتي للمدونات بصفة عامة ظلت هي النظرة المُطابِقة لمُسمَّى “المُدَوِّنة” أيْ أنَّها فقط للتدوين والحِفظ وليست وسيلة دَعَوِيَّة أو موقِع شخصي أو ما شابَه، وظللت أقتنع بهذه النظرة مُنذ تعرُّفي على عالم المدونات في بداياته وإنشائي وقتها لمدونةٍ لي على موقعٍ آخر منذ قرابة العام ثم مدونةٍ أخرى منذ عدة أشهر، فلم أسعى لنشر أيّاً منهما أو إخبار أحدٍ بهما –حتى من المُقرَّبين- فكانتا مجرّد أماكن على الشبكة أحتفِظ فيها بمقالاتي أو بأشعاري أو بأي مناقشة أو “مُناكشة” هادفة على أيٍّ من المنتديات التي أشارك بها، وكُنت أرى ألَّا داعي لأكثر من هذا وأنَّ وجود مُدوِّنةٍ في حَدِّ ذاتِه ليس أبداً بالشيء الذي يُضِيف لصاحِبِهِ تأثيراً أو قِيمةً وعائداً فِعلياً ؛



إلا أنني الآن أجدني مضطراً لتغيير شيئاً من هذه النظرة لسببين .. أولهما : التأثير المَلْمُوس الذي أثبتته العديد من المدوِّنات في الإنتشار بين الناس أو فَضح الظالمين أو تجسيد الآمال أو بث الروح أو ردِّ الحقوق، بالشكل الذي أحْدث حِراكاً واسِعاً على الشبكة وإحداثُ شيئٍ عجز عن إحْدَاثِه أرض الواقع، وأخشى أن أضرب أمثلةً ثم أنسى أحداً لكن الكثير بحق يستحق كل التحية والتقدير والإحترام ؛ وثانيهما : هو شعوري بالمطلب الملِّح لنشر أشعاري وإخراجها للنور وإذاعتها على الملأ وبين الناس وعدم قصرها على المناسبات الخاصة التي لا تمكِّن سامعها من نشرها، للدرجة التي قال لي فيها أحد الإخوة أنّ الإستماع لإحدى قصائدي أصبح من الطُقوس الرسمية له قبل الإستذكار -وإن كنت أقل من ذلك كثيراً- ؛


على كل حال قررت أخيراً إفتتاح هذه المدوِّنة الجديدة للنشر وسأبدأ أولاً في إدراج بعضاً من مقالاتٍ عامّةٍ سابِقة وتسجيلها بتاريخ كتابتها الأصلي وسأتجنب إدراج المقالات التي كانت على خلفية نقاشات بِأيّ منتدى لتظل علاقتي بكل الناس في المَقام الأول هي الأخوة والحب، ولكن الأهم هُنا أن التركيز الأكبر بعد ذلك سيكون بإذن الله على الأشعار (أو بالأحرى : الأزجال) بعدما قررت تجاوز مرحلة الأشعار الخاصة والمناسبات الضيقة لتكون موجهة لكل الناس وأتَّبِع في شِعري مدرَسَةً خاصَّة لا أقلد فيها أحداً وإن كنت متأثراً بأستاذايْ أمين الديب ووحيد الدهشان والشاعر الفاجومي، وأأمل بمشيئة الله أن أُوَفَّق بعد ذلك في وَضعها كملفات صوتيّة للتيسير على من يَصعُب عليهم القراءة المُجرَّدة، وسأعمل قدر الإمكان على تحديث المدونة بشكل مستمر ومواكب للأحداث .

.

أسأل المولى عزَّ وَجَلّ أن يجعل أعمالنا كاملةً خالصةً لوجهه الكريم وأن يثقل بها موازيننا يوم نلقاه وأن يرزقنا الفردوس الأعلى من الجنة إنه سبحانه وتعالى وليُّ ذلك والقادر عليه ؛
.

على الهامش : سجلت تاريخ هذه التدوينة بتاريخ قديم حتى تكون أول إدراج موجود بالمدونة لكني كتبتها الآن في يونيو 2007 .

.

تحياتي

محمد